أشار القيادي في حركة "فتح" اللواء منير المقدح أن الاتفاق الذي حصل يوم أمس برعاية حزب الله مع "أنصار الله" وأدى لوقف اطلاق النار في مخيم "المية ومية" قبل تجدده مساء، "ليس مصالحة بيننا وبينهم انما التزام من قبل الطرفين بالوثيقة الفلسطينية التي تم توقيعها بوقت سابق برعاية رئيس المجلس النيابي نبيه بري"، لافتا الى أن الاتفاق لحظ وقف اطلاق نار فوري، تخفيف المظاهر المسلحة وتسليم أي مُفتعل للاشكال الأخير وأي قاتل للسلطات اللبنانية.
وأوضح المقدح في حديث لـ"النشرة" أن حزب الله تدخل كضامن وشاهد وراعٍ للاتفاق وتعهّد أن يلتزم "أنصار الله" به، علما أن اللقاء برعاية الحزب كان قد سبقه سلسلة لقاءات في مدينة صيدا رعتها فعاليات المدينة، مشيرا الى أن لقاء موسعا للقوى الفلسطينيّة بمشاركة الأطراف اللبنانية سيُعقد في الساعات المقبلة لتأكيد الالتزام بالورقة التي وُقّعت برعاية وتوجيه من بري مطلع شهر آب الماضي، والتي أدّت بوقتها لاعادة تفعيل العمل الفلسطيني المشترك الذي تم تجميده لفترة. وقال: "لا يصح أن يتحوّل اشكال فردي الى اطلاق نار وصواريخ واستخدام لأسلحة رشاشة... لقد اعتدنا معالجة اي اشكال في أرضه وقبل ان يتطور، لكن هناك من عمد مؤخرا الى تفجير الوضع بشكل سريع".
تشكيل لجان
ولفت المقدح الى أن حركة "فتح" تثبّت أمورها في مخيّم "الميّة وميّة" وتسعى لوضع حد للمستجدات الاخيرة على ان يتزامن ذلك مع محاكمة المرتكبين، لافتا الى أنّ المربعات الامنية داخل المخيم تنتهي مع تسليم المطلوبين. واضاف: "تم تشكيل لجنة من فتح وأخرى من أنصار الله كي تتواصلا سوية لحل المشكلة وعدم تكرارها".
وأكد المقدح استمرار التنسيق مع الجيش اللبناني وكل القوى الأمنيّة والسياسيّة في لبنان، لافتا الى ان عناصر الجيش تموضعوا على مدخل "الميّة وميّة" واستحدثوا 3 مراكز عسكريّة لهم، ما أعطى تطمينات لاهلنا في المخيم، وترك انطباعا ايجابيًّا في المنطقة خاصة وأن الأحداث الأخيرة لم تنحصر بأهلنا الفلسطينيين بل طالت تداعياتها اخواننا اللبنانيين الذين يعيشون في مناطق متاخمة للمخيم.
سلة واحدة
وردا على سؤال عما اذا كان دخول الجيش الى "الميّة وميّة" وسواه من المخيمات هو الحل لعدم انفجار الصراعات بين الفصائل الفلسطينيّة مجددا، أشار المقدح الى أن هذه المسألة تحتاج لحوار مع الحكومة اللبنانية حول الواقع الفلسطيني ككل، مشددا على ان هذا الموضوع يجب أن يُبحث سلّة واحدة. وقال: "نحن على تنسيق يومي ودائم مع الجيش اللبناني حول كافة الملفّات الامنية، ونعتبره ضمانة لشعبنا الفلسطيني تماما كما هو ضمانة للشعب اللبناني".